المجتمع يسأل طبيبة كفر الدوار

لا أعلم من أين كان يُنفق الجراح العالمى دكتور أحمد شفيق، عيادته كانت بمبلغ رمزى وكنت أزوره بحالات شديدة الصعوبة، مثلا حالة كانت لفتاة فى العشرينات من عمرها وكانت تعاني من سرطان قولون وتم عمل عملية لها مجانا ومتابعة مجانية لمدة خمس سنوات، وكان رد الدكتور شفيق: “يزور عيادتي الفقير و شديد الثراء ولا يمكن أن أحاسب الاثنين بنفس الطريقة”. 

ورحل الدكتور شفيق عن عالمنا وبقيت عمليات عالمية تُجرى باسمه وأيضاً اثنان من الأبناء دكتور “علي”و دكتور “إسماعيل”، وهما يحملان نفس الجينات الإنسانية للأب والأم العظيمة دكتورة ألفت السباعي.

تذكرت هذا العالم الراقي الإنساني عندما سمعت فيديو للطبيبة وسام شعيب، وللأسف “حالة” هذه الشخصية ليست الوحيدة من نوعها فى مجتمعنا المصرى هذه الأيام بعد أن انتشرت مفاتيح أبواب الجنة والنار واستخرج منها كل إنسان نسخة، وقد أغلق القرآن هذا النزاع عندما قال رب العزة (فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى).

وقرأت فى أحد التعليقات أن زوجا طلب من زوجته عمل DNA بعد ما استمع لهذا الفيديو، وشعرت بآلام تقطيع قلب هذه الزوجة، فما أبشع الظلم، خاصة الظلم الخاص بالشرف.

وتخيلت ما هى الأسئلة التي سيسألها المجتمع لها وهى أسئلة تخص الإنسانية فقط وهى:

فى البداية قالت إنها لم تتعاطف مع الأم لأنها تربيتها! هل فكرتِ أن البنت صاحبة 14 سنة من الممكن أن تكون ضحية لمخلوق لم يرحم صغر سنها سواء كان بالخداع أو الاغتصاب، فالفتاة فى هذه السن لا تجرى وراء غريزة الجنس، فحدث ما حدث، وخافت من إخبار أمها، إلى أن وصلت الأمور لهذا الحد واكتمل الحمل، والدين الذى تتكلمي به لم تقرأي فيه «التمس لأخيك سبعين عذرًا»؟

والسؤال عن عملها، حيث قالت: “أنا نبطشياتى معروفة”، يعني تقريبا كل حالاتها مشكوك فيها ولم تذكر سبب هذا! لماذا أنتِ؟

“إحنا عايشين فى مجتمع متعرفش مرات مين فى حضن مين؟”، والسؤال: هل نسيتِ أنكِ وأسرتك جزء من هذا المجتمع؟

التربية الإيجابية.. وأوضحت أن أباها “ومن الواضح أنه الشخصية الوحيدة فى الكوكب الذى نجح فى تربية أبنائه، وكان يقول إن الولد مثل البنت لازم يكون فى البيت قبل المغرب”، وهل هذا ما يُحد من الخطيئة؟ الخطأ يمكن ارتكابه فى أى وقت صباحاً او مساءً.

ووصفت الست المحترمة بأنها “هى الست اللي بتقعد فى بيتها وتربي عيالها”، هل نسيتِ أنكِ طبيبة وكما” تدعى” أمراض نساء وولادة، ما يعني أنه يجب أن تكوني على استعداد كامل للعمل 24 ساعة يوميا، فلماذا لم تجلسي فى البيت وتكتفي بتربية أطفالك؟

“كل واحد عنده بنت بقى ماسك قطعة من نار ومش عارف الفضيحة هتيجي له امتى”، هل سمعتِ هذه الجملة من أحدهم فأصابتك بعقدة نفسية وصلت بكِ لهذا الحال؟

“إحنا عايشين فى أسوأ عصر فى التاريخ وكل واحد يعمل لنفسه DNA  عشان يطمن والدنيا تمشي سليمة”! ومع هذا التعميم، هل طلب والدك عمل DNA؟ وإذا كان والدك فى زمن أكثر أمانة من زمننا هذا، هل طلب زوجك عمل DNA؟

تعاليم الإسلام تقول إن الزنا حرام، وفضح الناس وكشف سترهم حلال؟

وختام كلامها تقول:” أنا مش عارفة أحكى لمين يا جماعة” نفسي اعرف هو ناقص مين معرفش يا دكتورة؟

كل وعاء ينضح بما فيه وهى كل كلامها لا إنسانية ولا رحمة، فماذ يضحك فى أنها شاهدت سيدة تصرخ من الألم بسبب أن زوجها عاقبها بوضع “الشطة” فى جزء من جسدها لتشعر بآلام فظيعة، وعلى حد قولها أنها ضحكت ولا أعلم كيف؟

وفى هذا قالت الأستاذة نهاد أبو القمصان: إن ما قالته أعتقد أنه “مفبرك” من أن زوجا وضع لزوجته “الشطة”، ونتج عن ذلك التهابات شديدة تصل إلى عاهة مستديمة وكان يجب الإبلاغ عنه فوراً، كما أن ذلك صعب أن يحدث بدون تخدير، وهذا يعني أنه مجرم، أين إنسانيتك من كل هذا أيتها الطبيبة؟

هناك من يدافعون عنها، القليل منهم يجهلون والباقي يعرفون أنها أجرمت فى حقنا، وسؤالي لهم: هل أجريتم تحليل DNA كما طلبت الدكتورة؟

لا أُنكر أننا مجتمع به أخطاء، والسؤال: هل يوجد مجتمع بلا أخطاء؟ بالطبع لا، ولكن كل منا يرى ما يراه بلون قلبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى