بالوراثة من 150عامًا.. أقدم بائع عصا وخرزان بسوهاج يتحدث عن أسرار المهنة
في قلب منطقة القيسارية التاريخية بسوهاج، يطل محل مختار عبدالرؤوف الخيزراني، أشهر بائع عصا وخرزان في المدينة، بواجهة بسيطة لكنها تزخر بروح التاريخ والتراث.
“مختار” البالغ من العمر 43 عامًا، يعمل بحب وتفانٍ في هذه المهنة التي ورثها عن والده الذي لا يزال حيًّا يبلغ من العمر 74 عامًا، في جانب آخر من المدينة، وتحديدًا في جرجا، يستمر شقيقه علي في حمل شعلة هذا التراث من خلال محل خاص به، يعكس العائلة التي توارثت هذه المهنة لأكثر من 150 عامًا.
وقال مختار عبدالرؤوف، في بث مباشر على صفحة موقع صدى البلد على فيسبوك، وهو يتأمل قطع الخزران والعصي المتنوعة المحيطة به:” هذه المهنة ليست مجرد بيع للعصا والخرزان، إنها جزء من تراثنا وجزء من ذاكرة المنطقة”.
فالعصا ليست مجرد وسيلة دعم للمشي؛ بل تتعدد أنواعها واستخداماتها، في القيسارية، يعرض “مختار” تشكيلة واسعة من العصي، من عصا المشي المصنوعة من الخزران التقليدي إلى عصي ذات رؤوس مزخرفة تناسب المناسبات الرسمية والاحتفالات.
يشرح “مختار” بفخر عن أنواع الخزران التي تأتي من أماكن بعيدة لضمان الجودة والمتانة، وكيف يتم تقطيعه وصقله وتشكيله يدويًا حتى يصل إلى شكله النهائي.
أنواع واستخدامات العصا والخرزان
وتتنوع الاستخدامات ما بين العصا التي يعتمد عليها كبار السن في تنقلاتهم اليومية، والعصي المزخرفة التي يستخدمها الراقصون في حفلات “التنورة” والمناسبات التراثية.
الخرزان أيضًا له مكانة خاصة في محل مختار. يستخدم الخرزان القوي في صناعة الأقفاص وبعض الأدوات المنزلية، ويتميز بخفة وزنه وصلابته في آنٍ واحد، مما يجعله مثاليًا للاستخدامات المختلفة من البناء إلى الحرف اليدوية.
يرى مختار عبدالرؤوف في هذه المهنة امتدادًا لتاريخ العائلة، ويقول بابتسامة تحمل ذكريات واعتزاز:” طالما يدي تعمل وقلبي ينبض، سأستمر في هذا المحل لأحافظ على إرث العائلة وأقدم قطعة من الماضي لكل من يمر من هنا، في كل عصا وخزرانة”.