ما علاقة نجيب ساويرس بتكسير الهرم الأكبر؟
في الأيام الأخيرة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو يُظهر عمالًا يقومون بإزالة مواد بناء من سطح الهرم الأكبر في منطقة الجيزة، أثار هذا الفيديو حالة من الجدل والانتقادات، حيث اعتقد البعض أنه يتم تدمير أحجار أثرية أصلية من الهرم.
مع انتشار المقطع، ظهرت ادعاءات تربط ما حدث بشركة “أوراسكوم للاستثمار القابضة”، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس.
تفاصيل الحادثة
الفيديو أظهر عمالًا يقومون بتكسير طبقة على سطح الهرم، مما دفع البعض إلى الظن أن الأحجار الأصلية تتعرض للتلف، وقد طالب الكثيرون بتوضيح رسمي حول ما يحدث في منطقة الأهرامات، لا سيما أن الموقع يُعد من أهم معالم التراث العالمي.
رد نجيب ساويرس
رجل الأعمال نجيب ساويرس سارع إلى نفي أي علاقة له أو لشركته بما ظهر في الفيديو، وقال عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا):
“ليس لنا دخل بذلك… قلنا مش عمالنا وملناش دخل..عيب الاتهامات بدون تدقيق والسؤال.”
وشدد على أن شركته، التي تعمل في إطار عقد رسمي مع المجلس الأعلى للآثار، مسؤولة فقط عن تقديم الخدمات السياحية في منطقة الأهرامات، ولا علاقة لها بأعمال البناء أو الترميم.
توضيح وزارة السياحة والآثار
أصدرت وزارة السياحة والآثار بيانًا رسميًا أكدت فيه أن ما ظهر في الفيديو لا يتعلق بإزالة أحجار أثرية من جسم الهرم، وأوضحت أن العمال كانوا يزيلون طبقة من مواد بناء حديثة (مونة) وُضعت منذ عقود، بهدف تغطية شبكة إنارة قديمة للهرم، وأشارت الوزارة إلى أن هذه الأعمال تتم ضمن مشروع لتحديث شبكة الإضاءة بالمنطقة، وتحت إشراف المجلس الأعلى للآثار لضمان الحفاظ على سلامة الأحجار الأصلية.
وأضاف البيان أن الأحجار الأصلية للهرم لم تُمس بأي شكل، وأن العمل يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتطوير الخدمات دون الإضرار بالموقع الأثري، ودعت الوزارة الجمهور إلى التحقق من المعلومات قبل تداولها لعدم إثارة الرأي العام دون أسباب.
علاقة أوراسكوم بالمنطقة
شركة “أوراسكوم بيراميدز”، التابعة لنجيب ساويرس، وقّعت في عام 2018 عقدًا مع المجلس الأعلى للآثار لتطوير خدمات منطقة الأهرامات، يشمل العقد تقديم خدمات سياحية متطورة، مثل وسائل نقل داخلية للزوار، تحسين المرافق، وتنظيم مداخل المنطقة، مع الالتزام بعدم التدخل في الأعمال الأثرية.
موقف رسمي والتزام بالحفاظ على التراث
تؤكد وزارة السياحة والآثار أنها ملتزمة تمامًا بحماية وصيانة التراث المصري، مشيرة إلى أن جميع المشاريع تخضع لإشراف مباشر من المجلس الأعلى للآثار لضمان الحفاظ على المواقع التاريخية، كما دعت الوزارة رواد مواقع التواصل إلى التوقف عن نشر معلومات غير دقيقة قد تُسبب البلبلة.
الجدير بالذكر أن القضية أثارت جدلًا كبيرًا، ولكن المعلومات الرسمية أوضحت أن الأعمال في منطقة الهرم الأكبر لا تشمل المساس بالأحجار الأصلية، وإنما تتعلق بإزالة مواد حديثة لتحسين خدمات الإضاءة، نجيب ساويرس نفى وجود أي علاقة له أو لشركته بهذه الأعمال، مشددًا على أن دوره مقتصر على تطوير الخدمات السياحية في إطار قانوني محدد.